علي قاسم آل طارش الفيفي
![]()
ولد مع بداية انضمام جبال فيفاء الى الحكم السعودي الفتي المتوثب، فدرج مع طموحاتها واحلامها وامالها، إلى أن اصبح بفضل الله وتوفيقه أحد شخصياتها المهمة المؤثرة فيها، شارك بكل جهوده وعلمه وقدراته في الرفع من مقام بلدته، حتى تواكب في الرقي بقية مدن ومناطق المملكة العربية السعودية، فنالت الخير العميم والفضل الكبير، الذي توليه هذه الدولة المباركة الجميع، ولم يغادر هذه الحياة الدنيا إلا وقد قرت عينه لما يرى بلدته ومجتمعه عليه، وقد خطت خطوات كبيرة وموفقة في سلم الرقي والتقدم، ونالت الشيء الكثير والكبير مما يؤمله، زادها الله رفعة وتطورا ورقيا، وبارك في جهود كل العاملين المخلصين، ورحمه الله رحمة واسعة وغفر له، واجزل له الاجر والمثوبة.
كان ذا شخصية متميزة، حاد الذكاء، قوي الإرادة، إذا عزم على شيء لا يتركه حتى ينجزه، فلا يشغل نفسه بكثرة التفكير في العواقب، بل يسارع في عمل ما أنقدح في ذهنه، دون تقاعس أو تخاذل أو خور، وإذا بدت صعوبات لا يستسلم، بل يحاول ويحاول إلى أن يصل إلى ما عزم عليه، بل ويفرض شخصيته القوية على من حوله، فهو رجل مؤثر، وقيادي حازم، ويتوقع أن كل من حوله لا بد أن يسايروه، ويبلغوا مثل ما قد بلغه، مادامت الفرص المتاحة واحدة، مع اعتباره للفوارق الفردية، التي يحسن بالإنسان أن يعدلها ويرفع من شأنها..
تعليمه:
ألحقه والده في البدأ بمدراس التعليم المتاحة حينها، فدرس في معلامة الفقيه علي بن حسين آل مدهش الخسافي، ولكن لصغر سنه وضعف بنيته، شق عليه الوصول إلى مقر هذه المعلامة، الواقعة في بيت الوادي البعيد عن بيتهم، مما جعل والده يسعى عند ابن جارهم المتعلم، الشيخ أحمد بن فرح الابياتي، في تخصيص جزء له من وقته، يعلمه فيه القران الكريم، فبقي يتلقى منه لما يقارب العام، وصل فيها إلى سورة مريم، ثم لأحداث جرت اضطر إلى الانتقال إلى جهة النفيعة،
وفيها التحق بمعلامة الفقيه حسن بن أحمد آل خفشه الأبياتي، الواقعة في بيته (شيحة)، في وسط بقعة العذر، واكمل فيها القرآن وخاضه لأكثر من مرة، وصعد في تلك الفترة إلى فيفاء، فضيلة الداعية الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله، واسس في عام 1363هـ، اول مدرسة له في جبال جازان، في منطقة النفيعة بفيفاء، في طرف السوق الرئيسي، وبجوار مركز الامارة،
والتحق بها وتلقى فيها كثيرا من العلوم التأسيسية، في القران والحديث والعقيدة والنحو، ودرس فيها على يد الشيخ القاضي محمد بن يحيى القرني, وكان المعلم الرئيسي في هذه المدرسة، ثم طلب الشيخ القرعاوي بعد مضي عامين، من معلمها الشيخ القرني ، أن يختار من طلابه المبرزين، من يصحبه إلى المقر الرئيسي لمدارسه في صامطة، فكان هو من ضمن من اختارهم من هولاء الطلاب.
تلقى في صامطة العلم مباشرة، من فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي، ومن فضيلة الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي، وكثير من مشايخ العلم في هذه المدارس.
لديه حصيلة كبيرة من المؤلفات والمقالات التي طبع بعضها، وبعضها الآخر ما زال قيد الطباعة ومنها:
- الطيف العابر ديوان، طبع عام 1403هـ.
- الحوار المبين عن أضرار التدخين والتخزين، ديوان طبع عام 1403هـ.
- السمط الحاوي عن أسلوب الداعية القرعاوي، طبع عام 1410هـ.
- ومض الخاطر، ديوان طبع عام 1413هـ.
- باقة من التراث الشعبي بفيفاء، طبع عام 1416هـ.
- الربا وأنواعه، طبع عام 1416هـ.
- التقويم الزراعي لأهل فيفاء وما جاورها، طبع عام 1416هـ.
- تحقيق رسالة مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام، للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله، طبع عام 1416هـ.
- القضاء بين النظرية والتطبيق، ضمن محاضرات ألقيت في النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة طبع عام 1421هـ.
- باقة شعر من إشعاع فكر، ديوان طبع عام 1421هـ.
- تخليد الوفاء لأهل فيفاء الشرفاء بتدوين وقائع الاحتفاء، طبع عام 1421هـ.
- واجب الشباب، طبع عام 1421هـ.
- تقنين الأحكام الشرعية، طبع عام 1421هـ.
- الحكمة المستشفة، من اصطفاء محمد صلى الله عليه وسلم خاتماً للرسل، ورسولاً إلى الناس كافة، من مكة المشرفة، طبع عام 1421هـ.
- تحقيق مخطوطة حكم التطليقات الثلاث إذا وقعت في وقت واحد، للشيخ أحمد بن علي عبدالفتاح الحازمي، طبع عام 1425هـ.
- الإرشاد إلى طريق الرواية والإسناد، طبع عام 1425هـ.
- فيفاء بين الأمس واليوم، طبع عام 1423هـ.
- الحكم القبلي في فيفاء قبل الحكم السعودي، طبع عام 1423هـ.
- ديوان الخطب (مخطوط )
- مجموعة مقالات، وبحوث وفتاوي، ومحاضرات، وأمسيات شعرية، ورحلات، بعضها نشر، وبعضها لم يزل مخطوطا .
- وله مقابلات وكتابات صحفية، وخطب منبرية دينيه واجتماعية، ومشاركات في المناسبات الرسمية.
اعماله الوظيفية:
وجه جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، ، بتعيينه وبترشيح من الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله في عام 1372هـ، وكيلا للمحكمة الشرعية بفيفاء، ثم صدر في العام التالي 1373هـ، تثبيته قاضياً في نفس المحكمة.
وفاته:
توفي رحمه الله وغفر له، في اليوم الاول من شهر رمضان المبارك، من عام 1440هـ، في مكة المكرمة، وصلي عليه في المسجد الحرام، وتم دفنه في مقبرة الشهداء بمكة المكرمة، رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له وتجاوز عنه، ورزقنا بره وصلته، وجمعنا به وبكم وبكل من نحب في جناته جنات النعيم .



إرسال التعليق