الشيخ فرح بن أحمد بن جابر المالكي

الشيخ فرح بن أحمد بن جابر المالكي رحمه الله
ولد – رحمة الله -عام 1348هــ في قرية القعقاع في وادي الجنية بمحافظة الداير بني مالك التابعة لأمارة منطقة جازان .
نسبه:

يعود نسبه – من جهة أبيه – إلى أسرة ذات حكمة ورأي وجاه  في قبيلة آل أحمد وهي أسرة ( آل الجرو ) حيث يعد والده الشيخ أحمد بن جابر بن يحيى الأحمدي -رحمه الله – أحد مشائخ ووجهاء قبيلة آل أحمد وهو من استقبل الأمير ابن دليم والذي كان مبعوث من قبل الدولة السعودية وكان إستقباله له نيابة عن قبيلة آل أحمد بمنزله الكائن في قرية القعقاع بوادي الجنية بينما يعود نسبه -من جهة والدته -كذلك إلى أسرة ذات شأن كبير في قبيلة آل أحمد فجده لأمه المدعو حسن بن يحيى الأحمدي المالكي -رحمة الله- كان يعرف ( بالشيخ حسن مريم ) أحد مشائخ قبيلة آل أحمد سابقاً وكذلك من قبله أخوه أحمد بن يحيى الأحمدي المالكي -رحمة الله – الذي كان يعرف ( بالشيخ أحمد مريم ) ومن أولاد ( جده حسن مريم ) الشيخ سلمان بن حسن بن يحيى الأحمدي المالكي -رحمة الله – ويعتبر ( خال الشيخ فرح بن أحمد بن جابر الأحمدي ) ومن أحفاد ( جده حسن مريم ) الشيخ حسن بن محمد بن حسن الأحمدي -حفظة الله – شيخ قبيلة آل أحمد حاليا ً.
نشأته:
نشأ – رحمة الله – في كنف والديه وكان ملازماً لوالده في حله وترحاله حيث كان يصطحبه للمجالس التي يجتمع فيها مشائخ القبيلة ويأخذه في المواعيد والأحكام والإصلاحات التي تدور بين قبيلة آل أحمد والقبائل الأخرى سواء من القبائل السعودية أو القبائل اليمنية الحدودية . وقد تعلم – رحمه الله – من والده الحكمة والرأي الصائب والكرم والشجاعة كما تعلم منه أيضاً الزراعة ورعي الإبل والأغنام حتى أصبح من أشهر رجال بني مالك في عشق الإبل فكان ملازماً لها حتى وفاته يرحمه الله .
حياته الأسرية:
تزوج – رحمه الله – خمس نساء ورزق منهن عشرةً من الأبناء وستاً من البنات.
تعليمه:
تعلم في صغره القرآن الكريم والقراءة والكتابة على يد العديد من معلمي القرآن الكريم الوافدين إلى بني مالك وخاصة من بلاد اليمن في ذلك الوقت وكانت تلك المدارس قديماً تسمى بالكتاتيب .
صفاته:
كان – رحمه الله – يتصف بالصدق وصفاء السريره والأمانة والشجاعة والحكمة والصواب في اتخاذ القرار أو الإصلاح بين الناس ، وقد شهد له العديد من مشائخ القبائل المجاورة بحكمته وصدقه وأمانته وحفاظه على دحر المشاكل بين قبيلة آل أحمد والقبائل المجاورة ، مما جعل شيخ شمل قبائل آل خالد سابقاً الشيخ حسين بن جابر الكبيشي – رحمه الله – ومن بعده ابنه الشيخ علي بن حسين بن جابر الكبيشي – حفظه الله – يصطحبانه في كل المواعيد والإصلاحات . وهذا ليس بغريب عليه فهو سليل أسرتين عاش فيها المشائخ والحكماء وذوي الرأي الصائب .

أعماله:

أولاً / موظف بأمارة بني مالك:
من أول الأعمال التي زاولها في بدايات حياته أنه خدم كـ ( خوي ) لمدة ( 12 سنة ) في أمارة بني مالك التي كان موقعها في قرية القهبه بجبال خاشر والتي تعاقب على أمارتها عدة أمراء أمثال: العنقري ، ابن شرقه ، ابن جريس، ابن قزيز، وكانوا يأخذون منه بعض الآراء والمعلومات عن الأحكام وأسلاف القبائل وعاداتهم في بني مالك ، كما كانوا يكلفونه بالصلح بين الناس في بعض الخلافات القبلية والعائلية وذلك لأنه – رحمه الله – يحظى بمحبة الناس وثقتهم به وقبولهم له ، كما كانوا أيضاً يقومون بإسناد مهمات خاصه له مثل مراقبة الأوضاع الأمنية داخل اليمن الشمالي قديماً أثناء تردي الأوضاع الأمنية هناك بأسباب الثورة اليمنية .
ثانياَ / موظف بالبريد:
عمل – رحمه الله – في بريد بني مالك والربوعه حوالي ( 14 سنة ) وكان يقوم بمهامه مشياً على الأقدام في قمم الجبال وبطون الأودية ولم تحول بينه وبين القيام بعمله تلك الظروف القاسية من ( جوع وبرد وخوف وقطاع طرق … وغير ذلك من الظروف ) وكان يستغرق في مشواره مالا يقل عن ثلاثة أيام ذهاباً وأياباً مشياً على الأقدام وكانت القبائل البدوية التي يمر بها يعرفونه ( باسم فرح البريد ) ويكنون له الاحترام والتقدير.
ثالثاً / موظف بالمخابرات:
عمل ما يقارب ( 12 سنة ) في المخابرات بمنطقة جازان وكان همزة الوصل بين ما يحدث من تحركات في الحدود اليمنية والجهات الأمنية السعودية كما كان حافظاً لأسرار عمله حتى عن أهله والمقربين له.
رابعاً / موظف بهيئة تطوير وتعمير فيفاء وبني مالك:
عمل – رحمه الله – في هيئة تطوير وتعمير فيفاء وبني مالك مالا يقل عن ( 6 سنوات ) وكان خلالها مثالاً يحتذى به في الانضباط والالتزام بالعمل و قدم استقالته منها رغبة منه في اعتزال العمل الحكومي آنذاك.
خامساً / شيخاً لقبيلة آل أحمد:
عين – رحمه الله – شيخاً لقبيلة آل أحمد من آل خالد ببني مالك باختيار أعيان قبيلته حينها له ، وموافقة شيخ شمل آل خالد وأمير بني مالك ( رحمهم الله ) وكان خلفاً لخاله الشيخ سلمان بن حسن بن يحيى الأحمدي الخالدي المالكي (رحمه الله) . وكان ذلك أواخر ( عام 1405هــ ) وحضي هذا الاختيار بموافقة ولاة الأمر وصدر الأمر السامي بتعيينه شيخاً رسمياً للقبيلة في ( 7/2/1408هــ ) واستمر في منصبه وكان محل تقدير الجميع من مسئولين ومواطنين ولما عرف عنه من العدل بين الناس وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر وتعاونه مع جميع مسئولي الدوائر الحكومية في المحافظة أو أمارة المنطقة وكان همه وشغله الشاغل بعد أرضاء الله أرضاء ولاة الأمر والمساواة والإصلاح بين أبناء القبيلة وحفظ حقوق القبيلة مع القبائل الأخرى والقبائل المجاورة .

من أبرز المواقف التي شهدها عندما كان شيخاَ لقبيلة آل أحمد:

أ/ التدخل مع بقية مشائخ بني مالك في الصلح بين قبيلة آل خالد وبعض القبائل اليمنية كقبيلة بني عياش وقبائل الدوشه وقبائل آل الشيخ وقبائل آل ثابت .
ب/ مشاركته بقية مشائخ بني مالك في بعض الإصلاحات القبلية الداخلية مثل الصلح بين قبائل آل خالد وقبائل فيفاء في الحدود مابين القبيلتين .
ج/ الوقوف مع بقية مشائخ بني مالك في الإصلاحات بين قبائل بلغازي وقبائل من بني مالك في القضايا الحدودية مثل حدود قبائل بلغازي وقبائل آل خالد وحدود قبائل بلغازي وقبائل آل علي .
د/ قدومه مع بقية مشائخ بني مالك في الإصلاح في المشكلة الحدودية بين قبائل آل تليد من السعودية وقبائل آل ثابت من الجمهورية اليمنية .
هـ/ تدخله مع بقية مشائخ بني مالك في الإصلاح بين بعض مراكز حرس الحدود السعودي وبعض القبائل اليمنية المجاورة لتلك المراكز .
وفاته:
وافته المنية – رحمه الله – بعد تجرعه وصبره على آلام كثيرة فقد عانى من ( أمراض السكر وضغط الدم والقلب ) واشتدت عليه كثيراً في الأربع السنوات الأخيرة من عمره فلما أشتد عليه المرض نقل إلى مستشفى القوات المسلحة بالظهران ولازم سرير المرض حتى وافاه الأجل المحتوم في يوم الجمعة الموافق 11/3/1428هـ وصلي عليه بعد صلاة الظهر من يوم السبت الموافق 12/3/1428هـ بجامع الثقبة الكبير في مدينة الخبر ودفن بعد الصلاة عليه في مقبرة الثقبة وقد حضر تشييع جثمانه عدد كبير من أبناء بني مالك ومعارف أبنائه المتواجدين بالمنطقة الشرقية. رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب وجمع المعلومات / الأستاذ : سالم بن فرح بن أحمد المالكي .
مقدمه ومراجعة / مسعود بن فرح بن أحمد المالكي.
المصدر / شبكة بني مالك الثقافية